كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



ضلالا بعيدا-أو قال: مبينا-.
قال أبي: وإنما تركت الأسانيد لما تقدم من اليمين التي حلفت بها مما قد علمه أمير المؤمنين ولولا ذاك ذكرتها بأسانيدها وقد قال الله-تعالى-: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} [التوبة: 6].
وقال: {ألا له الخلق والأمر} [الأعراف: 54].
فأخبر أن الأمر غير الخلق.
وقال: {الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان} [الرحمن: 1- 4].
فأخبر أن القرآن من علمه.
وقال تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل: إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير} [البقرة: 120]
وقال: {ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك} [البقرة: 145].
وإلى قوله: {ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين} [البقرة: 145].
فالقرآن من علم الله.
وفي الآيات دليل على أن الذي جاءه هو القرآن.
وقد روي عن السلف أنهم كانوا يقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق وهو الذي أذهب إليه لست بصاحب كلام ولا أرى الكلام في شيء من هذا إلا ما كان عن كتاب الله أو حديث عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أو عن أصحابه أو عن التابعين فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود.
فهذه الرسالة إسنادها كالشمس فانظر إلى هذا النفس النوراني لا كرسالة الإصطخري (1) ولا كالرد على الجهمية الموضوع على أبي عبد
__________
(1) هو أحمد بن جعفر بن يعقوب بن عبد الله الفارسي الاصطخري.
ورسالته هذه المتضمنة لمذاهب أهل العلم ومذاهب الاثر رواها عن الامام أبي عبد الله أحمد بن حنبل.
وقد ذكرها بتمامها القاضي أبو الحسين في " طبقات الحنابلة " 1 / 24 36 وفيها من العبارات ما =